الفصل الثالث
في
احصاء صفات الله تعالى
أطبقت (١) الفلاسفة : على أن صفات الله تعالى. إما سلوب وإما إضافات. أما السلوب فكقولنا : إنه ليس بجسم ولا بجوهر ولا بمتحيز. وأما الإضافات فكقولنا : إنه جواد موجد مفضل ، وأما ما يتركب من هذين القسمين فأقول : إنهم ذكروا ما يبطل هذه المقدمة. وذلك لأنهم قالوا : العلم عبارة عن صورة مطابقة للمعلوم (في العالم) (٢) ، وإذا كان الأمر كذلك فعلمه تعالى بالمعلومات عبارة عن صور مطابقة للمعلومات وتلك الصور ليست باب السلوب ولا من باب الإضافات فهذا اعتراف منهم بأن الله تعالى صفة حقيقية قائمة بذاته. وذلك يبطل قولهم : إن صفات الله محصورة في السلوب والإضافات.
واعلم. أنا بينا أنه لا سبيل إلى إثبات ذلك الحصر إلا على سبيل الأولى والأخلق. وأما العلم فلو كان من باب النسب والإضافات ، لم يكن إثبات العلم قادحا في ذلك الحصر. فهذا ما نقوله في هذا الباب (وبالله التوفيق) (٣).
__________________
(١) الفصل الخامس عشر [الأصل].
(٢) من (س).
(٣) من (م).