الفصل الحادي عشر
في
شرح أن العبد كيف يكون فاعلا؟
الذي نذهب إليه ونقول به : إن مجموع القدرة مع الداعية المعينة مستلزم لحصول الفعل.
وقولنا : مستلزم : قدر مشترك بين أن يكون ذلك المجموع سببا معدا لحصول ذلك الفعل (١) وبين أن يكون سببا مؤثرا فيه. ولما كان موجه القدرة والداعي هو الله تعالى ، وثبت أن مجموعهما مستلزم لحصول الفعل ، فحينئذ يكون العبد فاعلا في الحقيقة ، لأن المؤثر في ذلك الفعل هو قدرته وداعيته ، وتكون أفعال العباد واقعة بأسرها بقضاء الله ، ولا يعزب عن سلسلة فضاء الله وقدره مثقال ذرة في السموات والأرض (٢) وبرهانه : أنه ثبت أن رجحان أحد الطرفين يتوقف على المرجح.
وثبت أن ذلك المرجح فعل الله تعالى قطعا. للتسلسل.
وثبت أن حصول الرجحان عند حصول المرجح واجب. وحينئذ يحصل المطلوب.
ولنكتف بهذا القدر هاهنا. فإن الكلام في أفعال العباد ، سنفرد له بابا ، على الاستقصاء. إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) ذلك وبين (م).
(٢) في الأصل : قضاء ـ بالقاف ، لا بالفاء.