حقيقة مخصوصة ، تصير [هي] (١) بعينها عين حقيقة أخرى ، تخالفها في الماهية والنوعية. وذلك محال. فهذا لبيان أن القول بقدوم تلك الإرادة : قول باطل. وإنما قلنا : إنه يمتنع كونها حادثة ، وذلك لأنها لما كانت حادثة ، كان حدوثها مختصا بوقت [معين] (٢) مع جواز حصول الحدوث قبله أو بعده. فوجب أن لا يحصل ذلك الاختصاص إلا لإرادة أخرى. والكلام فيها كما في الأول ؛ فيلزم التسلسل ، وهو محال. فيثبت : أنه لو حصلت تلك الإرادة [لكانت] (٣) إما قديمة أو حادثة ، وثبت فساد القسمين ، فلزم الحكم بامتناع حصول الإرادة. لا يقال هذا معارض بالحوادث اليومية. لأنا نقول : المعارضة بالحوادث اليومية واردة على كل هذه الوجوه.
والجواب الممكن : ما ذكرناه في الطريقة الأولى [والله أعلم] (٤)
الحجة الثانية : أن نقول : تعلق الإرادة القديمة بإيقاع العالم في ذلك الوقت المخصوص المعين ، إما أن يكون من لوازم ماهية (٥) تلك الإرادة وإما أن لا يكون. والثاني باطل ، وإلا لافتقرت تلك الإرادة في حصول ذلك التعلق المخصوص ، إلى سبب آخر ، ولزم التسلسل. ولما بطل هذا القسم ، بقي الحق هو الأول فنقول : إذا دخل العالم في الوجود في ذلك الوقت المعين ، فبعد انقضاء ذلك الوقت [المعين] (٦) وبعد دخول العالم في الوجود يمتنع (٧) أن تبقى الإرادة متعلقة بإحداث العالم في ذلك الوقت المعين. ويدل عليه وجهان :
الأول : إنه بعد دخوله في الوجود ، يمتنع إدخاله في الوجود. لأن تكوين الكائن وإيجاد [الموجد] (٨) محال
__________________
(١) من (ط)
(٢) من (ط ، س)
(٣) في (ت) : لكان
(٤) من (ت)
(٥) ماهيته (ت)
(٦) من (ط ، س)
(٧) الوجود ، امتنع أن تبقى متقدمة بإحداث (ت)
(٨) وإيجاده (ت)