المطالب العالية من العلم الإلهي [ ج ٤ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في المطالب العالية من العلم الإلهي

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

المطالب العالية من العلم الإلهي [ ج ٤ ]

المقدمة الثالثة

في

شرح مذاهب الناس في هذه المسألة

اعلم أن هذا العالم الجسماني المحسوس ، لا شك أنه جسم موصوف بصفات مخصوصة ، وذلك الجسم هو المادة ، وتلك الصفات هي الصورة. فنقول : العالم إما أن يكون محدثا بمادته [وصورته ، وإما أن يكون قديما بمادته وصورته ، وإما أن يكون قديما بمادته ومحدثا بصورته ، وإما أن يكون محدثا بمادته (١)] وقديما بصورته ، وإما أن يتوقف في هذه الأقسام. فهذه هي الأقسام الممكنة في هذا الباب.

أما القسم الأول وهو أن يقال : العالم محدث بمادته وصورته. فهذا قول أكثر أرباب الملل والنحل من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس.

وأما القسم الثاني : وهو أن يقال : العالم قديم بمادته وصورته ، فهذا هو قول أرسطاطاليس وأتباعه من المتقدمين والمتأخرين ، ومنهم أبو نصر الفارابي ، وأبو علي بن سينا. وتفاصيل هذا المذهب : أن الأجسام إما فلكية ، وإما (٢) عنصرية.

أما الأجسام الفلكية فهي أزلية أبدية في ذواتها ، وفي جميع صفاتها ، وهي

__________________

(١) من (ط)

(٢) أو (ط)