في تلك المحال : إضافة من تلك الإضافات ، بين (١) تلك المحال. فيلزم أن يكون للإضافة : إضافة أخرى. ولزم التسلسل.
العاشر : إن عندكم : أن الجسم حادث. فحدوثه ليس نفي (٢) ذاته. وإلا لزم كونه حادثا في الزمان الثاني [وذلك محال. لأن حدوثه في الزمان الثاني (٣) يقتضي أن يقال : إن الموجود قد وجد مرة أخرى. وهو محال ، وإذا ثبت هذا ، فذلك الحدوث لا بد وأن يكون حادثا. فحدوث الحدوث زائدا عليه. ولزم التسلسل.
واعلم : أن في هذه الأمثلة كثرة وفيما ذكرناه كفاية في المقصود. لأنه إذا كان لا سبيل إلى إثبات هذه المعاني ، إلا بالتزام هذه التسلسلات ، وبالاعتراف بدخول ما لا نهاية له في الوجود ، علمنا : أن إنكار (٤) هذا الأصل ، يوجب نفي الحقائق والمعاني ، ويوجب الدخول في السفسطة. وذلك محال. فعلمنا : أنه لا بد من الاعتراف بدخول ما لا نهاية له في الوجود ، وذلك يبطل ما ذكرتموه.
لا يقال : جملة هذه الصور التي ذكرتموها ، أمور إضافية نسبية. والإضافات والنسب لا وجود لها في الأعيان. وإنما هي أمور يعتبرها العقل ، ويفرضها الذهن فقط. وعلى هذا التقدير فالسؤال زائل. لأنا نقول : هذا الكلام في غاية الضعف ، وذلك لأنا نقول : ذات المؤثر ، هل هي مؤثرة في الأثر في نفس الأمر ، أو ليس كذلك ، [بل (٥)] هذه المؤثرية غير حاصلة في نفس الأمر ، وإنما يفرضها العقل ، ويعتبرها الذهن فقط؟ فإن كان الأول فهذه المؤثرية حاصلة في نفس الأمر ، وحينئذ يلزم التسلسل على ما قررناه.
__________________
(١) وبين (ت ، ط)
(٢) هو (ت ، ط)
(٣) من (ط ، س)
(٤) إمكان (ت ، ط)
(٥) من (ط)