الأول : إن عدم اللازم يدل على عدم الملزوم ، وعدم [غير (١)] اللازم ليس كذلك.
[الثاني : إن عدم الضد عن المحل ، يصحح حصول الضد الآخر ، وسائر العدمات ليس كذلك (٢)]
الثالث : إن عدم الواجب لذاته ممتنع لذاته. وعدم الجائز لذاته ليس ممتنعا لذاته. فقد امتاز أحد العدمين عن الآخر.
الرابع : إن عدم العالم واجب في الأزل ، وعدمه غير واجب في لا يزال. فقد امتاز أحد العدمين عن الآخر. وإذا ثبت حصول هذا الامتياز ، وهذا الاختلاف لم يبعد في العقل تبدل أحد العدمين بالآخر.
واعلم : أن هذه السؤالات ، وإن حصل فيها بعض الغموض ، إلا أنا نعلم بالضرورة: أن [عند (٣)] حصول التبدل ، وجب كون أحد ذينك المتبدلين أمرا وجوديا. وهذه السؤالات كأنها قدح في البديهيات.
أما الاحتمالات الثلاثة الباقية : فهي صحيحة :
أن يقال : إنه حصل التبدل ، لأنه حدث في المحل صفة موجودة فقط. مع أنه ما زال [عن المحل (٤)] صفة كانت موجودة قبل ذلك.
الثاني : أن يقال : حصل التبدل ، بمجرد أنه زال عن المحل صفة كانت موجودة ، مع أنه ما حدث في المحل صفة موجودة بعد ذلك.
والثالث : أن يقال : حصل التبدل ، لأنه زال عن المحل صفة كانت موجودة فيه ، وحدثت في المحل صفة ما كانت موجودة فيه. فهذه الأقسام الثلاثة [محتملة (٥)] ظاهرة الاحتمال. والقطع على تعيين واحد منها بغير
__________________
(١) من (س)
(٢) من (س)
(٣) من (ط ، س)
(٤) من (ت)
(٥) من (ت)