الفصل السابع
في
تفاريع القول بالخلاء
وهي فروع (١) :
[الفرع الأول : اتفق جمهور القدماء على أن الخلاء لا يقبل العدم البتة.
واحتجوا عليه بوجهين :
الأول : إن كل ما كان ممكنا ، فإنا لا يلزم من فرض وقوعه محال ، فلنفرض أن الخلاء قد عدم ، فنقول عند وقوع هذا الفرض : هل يتميز جانب اليمين عن جانب اليسار ، وجانب الفوق عن جانب التحت ، أو لا يتميز؟ والثاني باطل بالبديهة ، لأن القول بحصول حالة ، وفرض أخرى لا يبقى معها هذا الامتياز : أمر لا يقبله العقل ، ولا يتصوره الخيال [وقول من يقول : إنه من حكم الوهم ، ومن عمل الخيال : فقد أبطلناه فيما تقدم (٢)] ولما بطل هذا القسم (٣) ثبت أن الحق هو القسم الأول ، وهو أن عند فرض عدم هذا الخلاء ، لا يكون امتياز اليمين عن اليسار ، والفوق عن التحت : حاصلا. وإذا كان كذلك ، فهذه الأبعاد الخالية أمور يلزم من فرض عدمها ، فرض
__________________
(١) وهي أمور : (س) فرعان (ت).
(٢) سقط (ط ، س).
(٣) القسم الثالث (م).