الفصل الثالث
في
تقرير الدلائل التي عول عليها من قال :
العلم بوجود الزمان : كسبي استدلالي
اعلم أن الذي حصلناه في هذا الباب من كلام المتقدمين ، ومن أنفسنا حججا (١) أربعة :
الحجة الأولى (٢) : وهو دليل الإمكانات ، وهو الذي ذكره الشيخ في الشفاء والنجاة، وعليه تعويل الأكثرين.
وتقريره : أن نقول : كل حركة تفرض في مسافة ، على مقدار من السرعة [وأخرى معها على مقدارها من السرعة (٣)] وابتدأتا معا ، وتركتا معا ، فإنهما يقطعان المسافة معا. وإن ابتدأت إحداهما ولم تبتدئ الأخرى [معها فإن (٤)] إحداهما تقطع من المسافة أقل مما تقطعه الأخرى ، وإن ابتدأ معها بطيء واتفقا في الأخذ والترك ، وجد البطيء قد قطع أقل ، والسريع قد قطع أكثر ، وإذا كان كذلك ، كان بين أخذ السريع الأول وتركه : إمكان قطع مسافة بعينها ، بسرعة معينة ، أو أقل منها ببطء معين ، وبين أخذ السريع الثاني وتركه إمكان أقل من ذلك بتلك السرعة المعينة بحيث يكون هذا الإمكان جزءا
__________________
(١) طرقا : الأصل.
(٢) الطريق الأول : الأصل.
(٣) من (ط).
(٤) معها ولكن تركتا معا فإن (م).