يكون متقدما على الآخر ، ولم لا يجوز أن يكون تقدم الجزء المتقدم على الجزء المتأخر أمرا حصل له بسبب غيره ، وإلا لزم التسلسل أو الدور. بل لا بد وأن يكون [الجزء المحكوم عليه بكونه متقدما [يكون متقدما (١)] لذاته. والجزء المحكوم عليه بكونه متأخرا [يكون متأخرا (٢)] لذاته (٣)] وإذا كان كذلك كان كل جزءين يمكن فرضهما في الزمان ، فإنه حصل لكل واحد منهما لازم يلزمه لذاته ، وذلك اللازم يكون ممتنع الحصول في حق الجزء الآخر ، لكن من المعلوم أن اختلاف اللوازم يدل على اختلاف ماهيات الملزومات [وإذا كان الأمر كذلك وجب أن تكون الأجزاء المفترضة في الزمان مختلفة في الحقائق والماهيات(٤)] وإذا كان الأمر كذلك ، لم يعقل من اتصالها إلا تواليها وتعاقبها بحيث يكون كل واحد منفصلا في نفسه عن الآخر ، ولا معنى لتتالى الآنات إلا ذلك.
[هذه جملة الوجوه الدالة على أنه لا بد من الاعتراف بتتالي الآنات. وعند ذلك ثبت: أن الزمان كم منفصل ، مركب من آنات متتالية ، ودفعات متعاقبة. وهو المطلوب(٥)].
الحجة الخامسة في إثبات تتالي الآنات : أن نقول : إنا قد دللنا على أن كل ما صدق عليه حكم العقل بأنه ماضي أو مستقبل ، فإنه لا بد وأن يصدق حكم العقل على مجموعه ، أو على كل واحد من أجزاء ذلك المجموع بأنه كان حاضرا [لأن الشيء الذي لم يكن حاضرا (٦)] لا بمجموعه ولا [بأجزاء مجموعه كان ذلك (٧)] عدما محضا. والباقي على العدم المحض لا يمكن أن يحكم عليه بكونه ماضيا ، فالزمان الماضي والمستقبل لا بد وأن يصدق عليه حكم العقل بأنه كان حاضرا ، أو سيصير حاضرا ، إما بمجموعه ، أو بكل واحد من
__________________
(١) زيادة.
(٢) من هامش (س).
(٣) من (ط ، س).
(٤) سقط (ط ، س).
(٥) سقط (ط) ، (س).
(٦) سقط (م).
(٧) من (س).