الفصل الأول
في
تقرير دلائل القائلين بنفي الزمان
للناس في الزمان قولان : الأول : قول من أنكر وجوده. والثاني : قول من أثبت وجوده (١).
أما المنكرون لوجوده. فقالوا : الموجودات على قسمين : منها ما يكون بقاؤها بسبب أفرادها وتتالي آحادها ، وبغير كونها متعاقبة متتالية ، أن كل واحد منها وجد بعد العدم ، ثم عدم بعد الوجود ، وهذا المفهوم لا يقتضي إثبات موجود زائد على تلك الموجودات ، والعدمات.
ومنها ما يكون بقاؤها بمعنى كونها مستمرة دائمة بأعيانها. وهذا المفهوم [أيضا (٢)] لا يقتضي إثبات موجود زائد. (ويدل على ما ذكرناه وجوه من الدلائل :).
الحجة الأولى : هذا الشيء المسمى بالزمان والمدة ، لو كان موجودا ، لكان إما أن يكون مستمر الوجود ، أو منقضي الوجود ، والأول محال ، وإلا
__________________
(١) نص (س) الكتاب الخامس من إلهيات كتاب المطالب العالية في البحث عن الزمان والمكان. وفيه مقالتان. المقالة الأولى في الزمان وفيها فصول ، هي أحد عشر فصلا. الفصل الأول في تقرير دلائل القائلين بنفي الزمان ... الخ وفي (ت) : الفصل الأول في شرح دلائل القائلين بنفي الزمان.
(٢) من (س).