ملاقيا للباء ، لزم أن يقال : إنه دخل الباء في مكان الألف. فالجزء الفوقاني لو بقي ملاقيا للباء ، لزم أن يقال : إنه لم يتحرك البتة. لكنا قد فرضناه متحركا على مضادة حركة الخط الأسفل. ولما بطل هذا ، ثبت : أن الجزء الفوقاني يصير عند هذا الفرض ملاقيا للجيم. فالجزء الفوقاني قد انتقل من الجزء الأول إلى الجزء الثالث ، حال ما انتقل الجزء التحتاني من الجزء الأول إلى الجزء الثاني. وحينئذ تحصل المطالب الثلاثة المذكورة في الوجه الأول.
الحجة الثالثة : [إن (١)] البئر الذي عمقها مائة ذراع. إذا كان في منتصفها خشبة ، وعلق عليها حبل مقداره خمسون ذراعا ، وعلق بالطرف الآخر من الحبل : دلو. فإذا أرسلنا حبلا آخر مقداره خمسون ذراعا من رأس البئر ، وشددنا بالطرف الثاني من هذا الحبل الثاني معلاقا. فإذا علقنا ذلك المعلاق على طرف الحبل الأول ، ثم جررناه إلى رأس البئر فإن الدلو ينتهي من أسفل البئر إلى أعلاه في الزمان الذي ينتهي المعلاق فيه ، من وسط البئر إلى أعلاه. وذلك يفيد القول بالطفر ، عند من يقول به. أو كون إحدى الحركتين أسرع من الأخرى ، مع خلو كل واحد منهما عن مخالطة السكنات.
واعلم : أنا إذا قدرنا بئرا [يكون طولها ، مقدارا ينتهي عند التنصيف ، إلى الواحد. مثلا : قدرنا بئرا (٢)] طوله أربعة وستون ذراعا. فإذا نصفنا هذا البئر بالخشبة المذكورة بنصفين ، بحيث يكون طول كل واحد من هذين النصفين : اثنين وثلاثين ذراعا. ثم نصفنا النصف الفوقاني ، وجعلنا في منتصفه خشبة ، بالصفة المذكورة وعلقنا عليه حبلا ، مقداره ستة عشر ذراعا ، ثم علقنا على أسفله معلاقا ، على طرف الحبل الأول ، ثم نصفنا النصف الفوقاني ، بالطريق الذي تقدم. وعملنا بالنصف الباقي ما ذكرناه ، إلى أن ينتهي إلى الذراع الواحد. فإذا أخذنا حبلا بمقدار ذراع ، وعلقنا على طرفه معلاقا ، وأرسلناه إلى البئر ، وعلقنا معلاقة بالحبل المشدود بالخشبة الأولى. فإذا
__________________
(١) من (س).
(٢) من (م).