المقدمة
في معنى الهيولى
نقول (١) : إنا نجد أجساما مختلفة في الصور ، متماثلة في المادة ، كالسكين والسيف والفأس والمنشار. فإنها بأسرها معمولة من الحديد ، إلا أنها مع اشتراكها في هذا المعنى ، يخالف كل واحد منها الآخر في الصورة والشكل. فقلنا : هذه الأشياء هيولاها : الحديد ، وصورها مختلفة. وكذلك الباب والسرير والكرسي والسفينة مشتركة في كونها معمولة من الخشب ، ومختلفة في الأشكال والصور. إذا عرفت هذا فنقول : الهيولى [(٢)] على أربعة مراتب (٣) هيولى الصناعة ، وهيولى الطبيعة ، وهيولى الكل ، وهيولى الأولى.
أما [المرتبة الأولى : وهي (٤)] هيولى الصناعة. فهي كل جسم يعمل منه ، وفيه للصانع صنعة. كالخشب للنجارين ، والحديد للحدادين ، والتراب والماء للبنائين ، والغزل للحاكة ، والدقيق للخبازين. وعلى هذا القياس فكل صانع لا بد له من جسم يعمل منه وفيه : صنعته. [فذلك الجسم هو الهيولى
__________________
(١) عبارة (ط) : «بسم الله الرحمن الرحيم وبه الحول والقوة. الكتاب السادس في الهيولى. والكلام فيه مرتب على مقدمة ومقالات. المقدمة فنقول : إنا نجد أجساما ... إلخ» وعبارة (م) «الكتاب السادس في الهيولى ... إلخ».
(٢) سقط (ط).
(٣) في الأصل : أنواع.
(٤) زيادة.