[ماهية (١)] مركبة من الجسم ، ومن الأعراض المخصوصة. والماهية المركبة يمتنع أن تكون أقوى (٢) قوة من جزئها ، لأن الماهية المركبة محتاجة إلى كل واحد من أجزائها ، والمحتاج أضعف حالا من المحتاج إليه ، كما أن المحتاج إليه يكون أقوى قوة من المحتاج.
وإذا ثبت هذا ، فنقول : لو كانت النفس الإنسانية ماهية مركبة من الجسم والعرض ، لوجب أن تكون النفس أضعف حالا من العرض ، فيلزم حينئذ أن يقال : كما أن العرض موجود غير قائم بذاته ، بل محتاج إلى محل يحل فيه [وجب أن يكون الشيء الذي يشير إليه كل أحد بقوله «أنا» يكون موجودا غير قائم بذاته ، بل يكون محتاجا إلى محل يحل فيه (٣)] لكن العلم الضروري حاصل بأن كل أحد يجد ذاته ذاتا قائمة بالنفس ، غنية عن محل تحل فيه ، فوجب أن لا تكون النفس عبارة عن جسم مخصوص موصوف بأعراض مخصوصة. فثبت : أنه لو كانت النفس جسما لكانت إما أن تكون مجرد كونه جسما أو يكون جسما موصوفا بصفات مخصوصة. وثبت فساد القسمين ، فوجب أن لا تكون (٤) النفس جسما. فإن قيل : هذا [الكلام (٥)] أيضا لازم عليكم ، لأن النفس المخصوصة ، إما أن تكون عبارة عن النفس من حيث إنها نفس ، وإما أن تكون عبارة عن النفس [من حيث إنها نفس (٦)] موصوفة بالصفات المخصوصة. والأول باطل ، لأن النفس [من حيث إنها نفس (٧)] مفهوم مشترك فيه بين جميع النفوس ، وهذا الإنسان من حيث إنه هذا الإنسان ، ليس مفهوما مشتركا فيه بين جميع الناس. والثاني أيضا باطل. وإلا لكان أحد أجزاء ماهية هذه النفس ، هو العرض ، وما يكون أحد أجزاء ماهية
__________________
(١) من (طا ، ل).
(٢) أشد من جزئها (م).
(٣) من (طا ، ل).
(٤) أن تكون (ط).
(٥) من (م).
(٦) سقط (طا ، ل).
(٧) من (م ، ط).