الفصل السابع
في
الدلائل السمعية على أن النفس غير البدن
اعلم : أن جماعة من الذين قلت بضاعتهم في العلوم الحقيقية ، أخذوا يشنعون بأن القول بأن النفس غير البدن : قول مخالف للكتاب والسنة. فوجب الجزم بإبطاله. فلهذا السبب أوردنا [هذا الفصل (١)] في هذا الكتاب (٢) تنبيها على أن الكتاب والسنة مملوءان ، من الدلائل الدالة على هذا المطلوب. فنقول : أما الدلائل القرآنية فمن وجوه :
الحجة الأولى : إن القرآن دل على أن السعداء : أحياء بعد الموت ، وعلى أن الأشقياء أحياء بعد الموت. وذلك يدل على أن النفس غير البدن [وعلى أنها باقية بعد موت البدن (٣)].
أما بيان ذلك في حق السعداء : فهو قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ : أَمْواتاً. بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (٤) ووجه الاستدلال : أن العلم الضروري حاصل بأن هذا البدن
__________________
(١) سقط (ل).
(٢) في هذا الباب (ل ، ط).
(٣) سقط (طا ، ل).
(٤) آل عمران ١٦٨ ـ ١٦٩ والتكملة من (طا ، ل) ويقول القرطبي في تفسيره «وصار قوم إلى أن هذا مجاز. والمعنى : أنهم في حكم الله مستحقون للتنعم في الجنة. وهو كما يقال :