الفصل الثاني
في
ذكر شرح اخر في تقسيم الأرواح
اعلم : أن الموجودات بحسب القسمة العقلية ، على أربعة أقسام : لأنها إما أن تؤثر(١) ولا تتأثر ، بوجه من الوجوه. وإما أن تقبل الأثر ، ولا تمكنه أن يؤثر البتة. وإما أن تؤثر وتتأثر معا. وإما أن لا تؤثر ولا تتأثر البتة. فهذه أقسام أربعة ، لا مزيد عليها.
أما القسم الثاني : وهو الذي يؤثر ولا يتأثر البتة ، فهو الله سبحانه وتعالى. والدليل عليه : أنه واجب الوجود لذاته ، وكل ما كان واجبا لذاته (٢) كان واجب الوجود في جميع صفاته السلبية (٣) والثبوتية. والدليل عليه : أن ذاته المخصوصة ، إن كانت كافية في حصول ذلك الإيجاب ، أو ذلك السلب ، يلزم أن يدوم ذلك الإيجاب. وذلك السلب بدوام ذاته. فحينئذ يمتنع وقوع التغير في شيء من صفاته ، وإن لم تكن ذاته كافية في حصول ذلك الإيجاب وذلك السلب ، فحينئذ يتوقف حصول ذلك الإيجاب ، وذلك السلب [على اعتبار حال الغير ، ولا شك أن هويته موقوفة على حصول ذلك الإيجاب أو ذلك السلب (٤)] والموقوف على الموقوف على الغير. موقوف على الغير. [والموقوف
__________________
(١) تكون مؤثرة (م).
(٢) واجب الوجود لذاته (م ، ط).
(٣) السلبية والإضافية والثبوتية (م ، ط).
(٤) من (طا ، ل).