الفصل الثالث
في
بيان أن النفس واحدة
ذهب «أرسطاطاليس (١)» أصحابه : إلى أن النفس واحدة وتنبعث منها قوى مختلفة كثيرة ، بحسب الأفعال المختلفة. وهذا هو الحق الذي لا شك فيه.
وقال «جالينوس» : النفوس الثلاثة :
النفس النطقية. ومتعلقها الدماغ. والنفس الغضبية. ومتعلقها القلب. والنفس الشهوانية. ومتعلقها الكبد.
والذي يدل على أن لكل إنسان نفسا واحدة وجوه :
الحجة الأولى : إن المراد بالنفس ما يشير إليه كل أحد بقوله «أنا» والعلم البديهي حاصل بأن ذلك الشيء واحد ، ليس فيه تعدد البتة. فإن قيل : لم لا يجوز أن يقال (٢) : المشار إليه لكل أحد بقوله «أنا» وإن كان واحدا ، إلا أن ذلك الواحد يكون مركبا من أشياء كثيرة؟
قلنا : إنه لا حاجة بنا في هذا المقام إلى إبطال هذا السؤال. بل نقول : المشار إليه بقولي «أنا معلوم بالضرورة : أنه شيء واحد. فأما أن ذلك
__________________
(١) أرسطو (م).
(٢) يكون (م).