الثاني : إن عندكم : علم النفس بذاتها المخصوصة ، عين ذاتها المخصوصة. وتقولون : إن هذه الصورة : العقل والعاقل والمعقول : واحد. وإذا كان كذلك ، فالقول بأن كل واحدة منها تمتاز عن الأخرى ، بسبب شعورها بذاتها المخصوصة ، يقتضي [امتياز كل واحدة منها بنفس (١)] ذاتها المخصوصة ، وهذا يقتضي أن تكون ماهية كل واحدة منها ، مخالفة لماهية الأخرى. وإذا ثبت هذا ، فقد بطل [أصل (٢)] هذا الدليل. فهذا تمام الكلام في الاعتراض على هذا الدليل.
الحجة الثانية : قالوا : هذه النفوس ، لو كانت موجودة في الأزل ، لكانت إما أن تكون متعلقة بأبدان أخرى ، أو كانت خالية عن التعلق [بأبدان أخرى (٣)] والقسمان باطلان ، فبطل القول بكونها أزلية.
أما القسم الأول : وهو القول بأنها كانت متعلقة (٤) بأبدان أخرى ، فهذا باطل بالدلائل المذكورة في إبطال التناسخ.
وأما القسم الثاني : وهو أنها كانت خالية عن التعلق بأبدان أخرى ، فعلى هذا التقدير تكون معطلة. ولا معطل في الطبيعة.
والاعتراض عليه : أما الكلام على الدلائل المذكورة في إبطال التناسخ فسيأتي.
وأما قولكم (٥) : إنها لو لم تكن متعلقة بالأبدان ، لكانت معطلة ، ولا معطل في الطبيعة.
فنقول : يجب البحث في كل واحدة من هاتين المقدمتين. فما المراد من قولكم : إنها تكون معطلة؟ إن عنيتم أنها تكون خالية عن الإدراك والشعور ،
__________________
(١) سقط (م) ، (ط).
(٢) من (ل).
(٣) سقط (طا) ، (ل).
(٤) خالية متعلقة (م).
(٥) قوله (م).