الفصل الحادي والعشرون
في
تعديد خواص النفس الانسانية
ونحن نذكر منها ستة (١) :
النوع الأول من الخواص : النطق. وفيه أبحاث :
البحث الأول : إن الإنسان الواحد ، لو لم يكن في الوجود إلا هو. وإلا الأمور الموجودة في الطبيعة ، لهلك أو ساءت معيشته. بل الإنسان محتاج إلى أمور أزيد مما في الطبيعة. مثل : الغذاء المعمول. فإن الأغذية الطبيعية لا تلائم الإنسان ، والملابس أيضا لا تصلح للإنسان ، إلا بعد صيرورتها صناعية. فلذلك يحتاج الإنسان إلى جملة من الصناعات. حتى تنتظم أسباب معيشته. والإنسان الواحد لا يمكنه القيام بمجموع تلك الصناعات ، بل لا بد من المشاركة ، حتى يخبز هذا لذاك ، وينتج ذاك لهذا.
فلهذه الأسباب احتاج الإنسان ، إلى أن تكون له قدرة على أن يعرف الآخر الذي هو شريكه ما في نفسه ، بعلامة وضعية. وهي أقسام :
فالأول : وهو أصلحها وأشرفها : الأصوات المركبة. والسبب في شرفها : أن بدن الإنسان لا يتم ولا يكمل إلا بالقلب ، الذي هو معدن الحرارة الغريزية. ولا بد من وصول النسيم البارد إليه ساعة بعد ساعة حتى يبقى
__________________
(١) عشرة. القسم الأول ... إلخ [الأصل].