الفصل الأول
في
تفصيل مذاهب الناس فيه
اعلم : أنا نعلم بالضرورة : أن هاهنا شيئا يشير إليه كل أحد منّا ، بقوله : «أنا» وبالحقيقة : أعرف المعارف ، وأظهر الظاهرات : هو ما يشير إليه كل أحد بقوله : «أنا»
إلا أن العقلاء اختلفوا في [أن ماهية (١)] ذلك الشيء ، ما هو؟
وضبط المذاهب فيه : أن يقال : إنه إما أن يكون جسما ، أو عرضا ساريا في الجسم ، أو لا جسما ولا عرضا (٢) ساريا في الجسم.
أما القسم الأول : وهو أنه جسم. فذلك الجسم ، إما أن يكون هو هذا البدن ، وإما أن يكون جسما مشابكا لهذا البدن ، وإما أن يكون جسما خارجا عنه [فأما القسم الثالث وهو أن تكون نفس الإنسان عبارة عن جسم خارج عن هذا البدن ، فهذا لم يقل به أحد (٣)] وأما القسم الأول : وهو أن نفس الإنسان عبارة عن هذا البدن المعين ، والهيكل المخصوص. فهو قول جمهور الخلق ، وهو المختار عند أكثر المتكلمين. وأما القسم الثاني : وهو أن الإنسان (٤) عبارة عن جسم مخصوص موجود في داخل هذا البدن. فالقائلون
__________________
(١) سقط (م)
(٢) جوهرا (ل)
(٣) من (طا) ، (ل)
(٤) لو عبر بكلمة النفس ، لكانت العبارة واضحة.