الشيء ، مشروط [بالعلم. فالقصد إلى تحريك الجسم من هذا الحد ، إلى ذلك الحد ، يجب أن يكون مشروطا (١)] بتصور هذا الحد بعينه ، وتصور ذلك الحد بعينه. وذلك يدل على أن صاحب الإرادات الجزئية (٢) لا بد وأن يكون صاحب التصورات الجزئية.
[والمقدمة الثالثة : قولنا : صاحب التصورات الجزئية (٣)] يجب أن يكون قوة جسمانية ويمتنع أن يكون موجودا مجردا. تقريره : ما سبق ذكره من أن النفس المجردة عن الجسمية : يمتنع كونها مدركة للجزئيات بل المدرك للجزئيات هو القوة الجسمانية.
وإذا ظهرت هذه المقدمات الثلاث ، لزم القول (٤) بأن النفس الفلكية : قوة جسمانية. وهو المطلوب. وهذا تمام الكلام في تقرير هذا الكلام. والاعتراض عليه من وجهين (٥) :
الأول : لا نسلم أن المبدأ (٦) القريب للحركات الجزئية ، يجب أن يكون إرادة جزئية.
أما قوله : «القصد الكلي مشترك فيه بين الجزئيات ، فيمتنع كونه علة لجزئي بعينه» فنقول : الكلام عليه من وجوه :
السؤال الأول : أن نقول : هب أنكم عللتم تلك الحركات الجزئية بتلك الإرادات الجزئية ، وعللتم تلك الإرادات الجزئية ، بتلك التصورات الجزئية. فبم تعللون تلك التصورات الجزئية؟ فإن عللتموها بأشياء أخرى جزئية
__________________
(١) سقط (م) ، (ط).
(٢) الإدراكات لا بد (م).
(٣) من (طا ، ل).
(٤) الجزم (م).
(٥) وجوه [الأصل].
(٦) المحرك (م).