الفصل السابع
في
نقل كلمات أصحاب الطلسمات
في صفات الأرواح الفلكية العالية
اعلم : أن كلام القوم مشعر بأنهم أثبتوا لكل فلك روحا كليا ، يدبر ذلك الفلك. وأثبتوا أيضا : أرواحا كثيرة متشعبة من ذلك الأصل. ومثاله : أنهم أثبتوا للعرش روحا ، هو النفس الكلية التي يسري أثرها في جميع الأجسام الموجودة في داخل هذا الفلك. وهو المسمى بالروح الأعظم.
ثم أثبتوا أرواحا كثيرة متشعبة منها ومتعلقة بأجزاء الفلك الأعظم ، وبأطرافه. كما أن النفس الكلية المدبرة للبدن شيء واحد ثم إنه انشعبت عنها قوى كثيرة ، كل واحدة منها يتعلق بجزء من أجزاء البدن. مثل : أنه حصل في كل عضو جاذبة تليق به ، وماسكة تليق به [ورعاية تليق به (١)] وكذا القول في سائر القوى. والقرآن العظيم مشعر بهذا المعنى ، حيث قال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ، وَالْمَلائِكَةُ : صَفًّا) (٢) فالمراد بالروح : النفس [الفلكية (٣)] المدبرة لكل جسم العرش ، وأما الشعب المنفصلة منها ، المتعلقة بأجزاء العرش وأبعاضها ، فهي المراد من قوله تعالى : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ
__________________
(١) سقط (ط) ، (ل).
(٢) النبأ ٣٨ وفي تفسير القرطبي أن للعلماء في الروح ثمانية أقوال هي : ١ ـ ملك من الملائكة ٢ ـ جبريل عليهالسلام ٣ ـ جند من جنود الله ليسوا بملائكة ٤ ـ أشراف الملائكة ٥ ـ حفظه على الملائكة ٦ ـ بنو آدم ، أي ذوو الروح ٧ ـ أرواح بني آدم تقوم
(٣) سقط (ط) ، (ل).