الفزع ، ونفخة القيام ونفخة الصعق. وهذه الثلاثة حاصلة للشمس فإن عند غروبها يستولي الفزع على جميع الحيوانات ، فترجع كلها إلى أماكنها [وعند غروب الشفق تحصل نفخة الصعق ، لأن الحيوانات بأسرها تبقى في مساكنها (١)] مستلقية كأنها الأموات. وعند طلوعها من المشرق تقوم الحيوانات بأسرها ، وتقوى بعد ضعفها وتصير أحياء بعد موتها».
والمرتبة الرابعة من الملائكة المذكورين في القرآن : ملائكة الجنة وملائكة النار. أما ملائكة الجنة فقوله : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ. فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (٢) وأما ملائكة النار فقوله : (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ. وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٣) وكان بعض الفلاسفة يقول : «المراد بملائكة الجنة : أرواح فلك «المشتري» والمراد بملائكة النار : أرواح فلك «المريخ».
والمرتبة الخامسة : من الملائكة : الموكلون ببني آدم. لقوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) (٤) وقوله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)(٥).
وقال بعض الفلاسفة : «قد سبق تفسير الطباع التام لكل طائفة من طوائف النفوس البشرية. فتلك الأرواح المسماة بالطباع التام : هي التي تحفظها عن الآفات والمخافات. وأما أضداد تلك الجواهر المسماة بالطباع التام ، فهي التي تلقيها في المعاطب والمهالك».
والمرتبة السادسة : الملائكة الموكلون بأطراف هذا العالم. قال الله تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِراتِ زَجْراً. فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) (٦) فالمراد بقوله :
__________________
(١) من (طا ، ل).
(٢) الرعد ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) التحريم ٦.
(٤) ق ١٧.
(٥) الرعد ١١.
(٦) الصافات ١ ـ ٣.