الفصل الأول
في
تفصيل مذاهب الناس فيها
اعلم (١) : أن الموجود. إما أن يكون واجبا لذاته ، وإما أن يكون ممكنا لذاته. أما الواجب لذاته فهو الله جل جلاله. وأطبق المحققون على أنه يجب أن يكون ، لا متحيزا ، ولا حالا في المتحيز. وأما الممكن لذاته. فإما أن يكون قائما بالنفس ، وإما أن يكون قائما بالغير. والقائم بالنفس. إما أن يكون متحيزا ، وإما أن لا يكون متحيزا. والقائم بالغير. إما أن يكون قائما بالمتحيز ، وإما أن يكون قائما بغير المتحيز. فهذه أقسام أربعة.
فأما الذوات المتحيزة والصفات القائمة ، فهي معلومة الثبوت. وأما الذوات التي لا تكون متحيزة فهي المسماة في اصطلاح الفلاسفة بالمفارقات ، وفي اصطلاح قوم آخرين بالأرواح. وهي على قسمين. لأن هذه الذوات. إما أن يقال : كما أنها ليست أجساما ، ولا حالة في الأجسام ، فكذلك ليست متعلقة بالأجسام على سبيل التصرف والتدبير [وإما أن يقال : إنها متعلقة بالأجسام على سبيل التصرف والتدبير (٢)] والأول تسميها الفلاسفة بالعقول المجردة.
__________________
(١) بعد فراغ المؤلّف من الجزء السادس كتب هكذا : «بسم الله الرحمن الرحيم. وبه ثقتي. الكتاب السابع في الأرواح العالية والسافلة. وفيه مقالات. المقالة الأولى في المقدمات. وفيها فصول. الفصل الأول : في تفصيل مذاهب الناس فيها. اعلم أن الموجود .... الخ».
(٢) سقط (م).