ج ـ أصالة عدم تداخل الأسباب. ويراد بتداخل الأسباب : اشتراكها في التأثير في مسبّب واحد. فمثلاً لو اجتمعت أسباب الوضوء ـ من نوم وبول وريح التي يؤثّر كلٌّ منها في وجوب الوضوء ـ كان مقتضى تداخلها وضوءات ثلاثة. ومعنى عدم تداخلها اجتماعها في وضوء واحد ، بمعنى كون هذا الوضوء الواحد مقتضى كلّ واحد من الأسباب(١).
ونلمس من كتاب العناوين طريقة فقهاء الشيعة في تأسيس الضوابط الفقهية على نهج الأدلّة الشرعية والعقلية ، ومحاولاتهم الهادفة إلى بناء القواعد الفقهية ، من أجل تيسير الاستدلال الشرعي لقضايا الاستنباط.
٧ ـ الشيخ محمّد حسن النجفي (ت ١٢٦٦ هـ) ، وموسوعته الفقهية الجليلة : جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام ، وهو شرح استدلالي على شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي.
وتتّصف تلك الدورة الفقهية بالموسوعية والشمولية ، والدقّة الفائقة في نقل أقوال فقهاء الطائفة ، وتمحيصها ، والردّ عليها ردّاً علميّاً.
فمن ميزات منهجيّتها :
١ ـ محاولة المصنّف الإحاطة بجميع الأبواب الفقهية المعهودة من الطهارة وحتّى الديّات.
٢ ـ السعة والإحاطة بأقوال الفقهاء وأدلّتهم ، مع مناقشتها مناقشة استدلالية معمّقة.
٣ ـ الأُسلوب الأدبي والنسق اللغوي العلمي الذي انتهجه المصنّف ، إنّما انتهجه لجميع الموسوعة في أعدادها الـ (٤٣) مجلّداً.
__________________
(١) العناوين : ٢٠ ، ١٥٢ ، ٢٣١.