«الهديّة على ثلاثة وجوه : هديّة مكافأة ، وهديّة مصانعة ، وهديّة لله عزّ وجلّ»(١).
فمن الهديّة ما يكون مكافأةً أو مصانعةً ، فهم يأمرون بتبادل الهدايا ، لوجهين : أحدهما : إنّ ذلك في نفسه موجب للتحابب ، كما تقدّم. والآخر : إنّه من مصاديق قوله تعالى : (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)(٢).
مضافاً إلى أنّ ذلك يقتضي الاستمرار على التهادي والتحابب ، وأيضاً ، فإنّ الهديّة من جانب واحد ، خاصةً لو تكرّرت ، ربّما تنتهي إلى حالات مذمومة كالمنّ ونحوه.
ومن الهديّة ما لا يكون الغرض منه إلاّ رضا الله تعالى ... ومن الواضح أنّ رضا الله يستتبع رضا المخلوقين ، ومن أصلح بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين النّاس.
ثمّ إنّهم عليهم السلام ينبّهون على أمرين :
أحدهما :
حسن قبول الهديّة وأنّ ردّها قبيح ، وقد ينتزع من ذلك الاستهانة ، ويورث الضغينة ، بل القطيعة.
والآخر :
إنّه وإنْ أمروا بالتهادي والمقابلة بالجميل ، فقد نهوا عن التكلّف.
ففي الخبر : «من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته ، ويتحفه بما عنده ، ولا يتكلّف له شيئاً»(٣).
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٧/٢٨٥ ح ٢٢٥٣٥.
(٢) سورة الرحمن ٥٥ : ٦٠.
(٣) وسائل الشيعة ١٧/٢٨٦ ح ٢٢٥٣٦.