أو قبل ايجاد وخلق الكون ، فانه محتاج الى موجود وخالق قبل أن يكون أى شيء. وهنا يفهم من امكانيته أنه محتاج الى واجب الوجود لأن يكون موجودا. هنا علة الحاجة سابقة الى الايجاد. وهذا يستند على التفكير المحض والبحث ، ويعتبر آخر مسألة ميتافيزيقية.
وفى بند (ب) فان الرازى أتى بدليل المتكلمين المتقدمين فى ترجيح علية الحدوث على الامكان ، واستدلال المتقدمين من المتكلمين بأن الامكان لو كان هو علة الاحتياج وأن الامكان هو استواء طرفى الوجود والعدم لكن العدم الممكن يعنى لا العدم المستحيل ، محتاج الى مؤثر. فالمتفق عليه أن يفهم ان العدم نفى محض ، ولا يحتاج الى مؤثر ، حتى لا يخطر ببال انسان ان ادعاء الحاجة الى المؤثر محال لأن العدم غير محتاج لأنه اذا احتاج ، معناه أصبح موجودا وأثرا لمؤثر لأنه لما كان محتاجا الى المؤثر والمؤثر يؤثر فيه ويصبح أثرا لأن علية الحاجة سابقة على الوجود فى الامكان ، وان كانت الحاجة ثابتة يلزم أن يكون العدم ثابتا وموجودا وهو محال. ولذلك اعتبر المتكلمون القدماء وبعض المحدثين منهم حاجة الكون الى واجب الوجود هى الحدوث لا الامكان.
وفى بند (ج) فان الرازى أعطى لهم الجواب ، بأن الممكن فى حالة الامكان بما أنه مستوى طرفى العدم والوجود. والممكن ليس هو موجودا ولا معدوما على حد تعبير الفلاسفة نظريا فانه غير موجود فعلا فلا يحتاج الى المؤثر ولا يخطر ببال المفكر احتياجه إليه لأنه عدم ولا حاجة الى تفكير وجوده ولا سبب له ولا علة. لأنه ما دام فى حيز العدم فانه عدم سبب التفكير فى حاجته الى المؤثر ، هو عدمه يعنى عدم علته وهو قاعدة عند المتكلمين والفلاسفة : علة العدم عدم العلة. فمعناه أن العلة فى ان الشيء غير موجود ومعدوم هو عدم وجود علته يعنى لا يوجد دليل لعلة وجوده. وهذا دليل على عدم وجوده وكذلك استدلال المتكلمين على أن العدم الممكن محتاج الى مؤثر غير وارد ولا مستند على تفكير منطقى. وهذا الجواب يظهر ويعتمد على استعمال المصطلحات الفلسفية والكلامية ، وتحقيق أو تبين معانيها كما هى مصطلح عليها بدقة ممكنة.
ومن جانبنا كان من الممكن أن يقوم بجواب ثان لذلك. فى الحقيقة ، الممكن