تحت الحوطة ، فلمّا نزل بنواحي الأزرق عرفه بطن من العرب فأطلقوه ، فالتجأ إلى الملك الصّالح صاحب دمشق ، ثمّ لم يثبت ، وقصد الفرنج ، وبقي معهم مدّة. ثمّ رجع إلى دمشق فحبسه الصّالح بحصن عزّتا ، وهلك في سنة إحدى وأربعين (١).
[تعمير وتخريب في مصر]
وفيها شرع الصّالح صاحب مصر في عمارة المدرسة بين القصرين ، وفي عمارة قلعة الجزيرة ، وأخذ أملاك النّاس ، وخرّب نيّفا وثلاثين مسجدا ، وقطع ألف نخلة ، وغرم على هذه القلعة دخل مصر عدّة سنين. ثمّ أخربها غلمانه في سنة إحدى وخمسين وستّمائة (٢).
[تخلّص الوزير ابن مرزوق من الحبس]
وفيها تخلّص الوزير صفيّ الدّين إبراهيم بن مرزوق من حبس حمص بعد أن بقي به عدّة سنين. وكان الملك الجواد وصاحب حمص قد تعصّبا عليه ، وأخذا منه أموالا عظيمة ، فيقال : أخذا أربعمائة ألف درهم (٣).
[دخول العزّ بن عبد السلام مصر]
وفيها دخل الشيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام الشافعيّ إلى ديار مصر ، وأقبل عليه السلطان إقبالا عظيما ، وولّاه الخطابة والقضاء ، فعزل نفسه من القضاء مرّتين وانقطع (٤).
__________________
(١) انظر خبر حبس الجواد في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٧٣٦ ، ٧٣٧ ، ومفرّج الكروب ٥ / ٣٠٠ ، ٣٠١ ، ودول الإسلام ٢ / ١٤٤ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٧٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٥٧.
(٢) انظر خبر العمارة في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٧٣٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٤٤ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٧٩ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢٨١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٥٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٥٠٢ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٣٠٨.
(٣) انظر عن الوزير في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٧٣٧ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٧٩ و ١٨٠ وفيه «أربع مائة ألف دينار».
(٤) انظر عن العزّ في : ذيل الروضتين ١٧١ ـ ١٧٢ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢٩٤ ـ ٢٩٩ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٨٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٥٧ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٣٠٨ ، ٣٠٩.