بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الرابعة والستون
الحوادث سنة إحدى وثلاثين وستمائة
[خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائبا]
فيها جاء الكامل ، واجتمع بإخوته وبصاحب حمص الملك المجاهد شيركوه ، وساروا ليدخلوا الروم من عند النّهر الأزرق ، فوجدوا عساكر الرّوم قد حفظوا الدّربند ووقفوا على رءوس الجبال ، وسدّوا الطّرق بالحجارة. وكان الأشرف ضيّق الصّدر من جهة الكامل ، لأنّه طلب منه الرّقّة ، فقال الكامل : ما يكفيه كرسي بني أميّة؟ فاجتمع شيركوه بالأشرف ، وقال : إن حكم الكامل على الرّوم أخذ جميع ما بأيدينا ، فوقع التّقاعد منهما. فلمّا رأى الكامل ذلك عبر الفرات ونزل السّويداء ، وجاءه صاحب خرت برت (١) الأرتقيّ ، فقال : عندنا طريق سهلة تدخل منها فجهّز الكامل بين يديه ابنه الملك الصّالح ، وابن أخيه الملك النّاصر داود ، وصوابا الخادم ، فلم يرعهم إلّا وعلاء الدّين صاحب الروم بالعساكر ، وكان صواب في خمسة آلاف ، فاقتتلوا ، وأسر صواب ، وطائفة ، منهم الملك المظفّر صاحب حماة ، وقتل طائفة وهرب الباقون. فتقهقر الكامل ودخل آمد ، ثمّ أطلق علاء الدّين صوابا والمظفّر والأمراء ، مكرمين. وأعطى الكامل إذ
__________________
(١) وتكتب متصلة أيضا «خرتبرت» قيّدها ياقوت بالفتح ثم السكون ، وفتح التاء المثناة ، وباء موحدة مكسورة ، وراء ساكنة ، وتاء مثناة من فوقها ، وهو حصن يعرف بحصن زياد ، في أقصى ديار بكر.