توفّي في المحرّم عن اثنتين وثمانين سنة.
٢٩ ـ طغريل (١) ، الأمير الكبير شهاب الدّين.
أتابك السلطان الملك العزيز صاحب حلب ، ومدبّر دولته.
كان خادما ، رئيسا ، من كبار الأمراء الظّاهرية. لمّا توفّي أستاذه ، قام بأمر ولده الملك العزيز أتمّ قيام. وحفظ عليه البلاد ، واستمال الملك الأشرف حتّى أعانهم ودافع عنهم.
وكان طغريل صالحا ، ديّنا ، صاحب ليل وبكاء. وكان كثير الصّدقات ، وافر الخيرات. كان الملك الأشرف يقول : إن كان لله في الأرض وليّ ، فهو هذا الخادم. ولمّا استعاد الأشرف تلّ باشر ، دفعها له ، وقال : هذه تكون برسم صدقاتك ، فإنّك لا تتصرّف في أموال الصغير. وكان قد طهّر حلب من الفسق والخمور والمكوس والفجور ، قاله أبو المظفّر الجوزيّ (٢).
توفّي بحلب في حادي عشر المحرّم ، ودفن بباب أربعين (٣).
وقد حدّث عن الصالح أبي الحسن عليّ بن محمد الفاسي.
٣٠ ـ طيّ المصريّ (٤).
الفقير الصالح ، مريد الشيخ محمد القرويّ.
قدم الشام وانقطع إلى العبادة بزاويته بدمشق بناحية عقبة الكتّان. وكان كيّسا ، لطيفا ، ذا مروءة ، صحبه جماعة.
__________________
(١) انظر عن (طغريل الأمير) في : التاريخ المنصوري ٢٥٧ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٨٥ ، ومفرّج الكروب ٥ / ٧٢ ، ٧٣ ، وزبدة الحلب ٣ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، والأعلاق الخطيرة ج ٨ ق ١ / ٩٤ ، ١٠٣ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ووفيات الأعيان ٧ / ١٠٠ رقم (٣٨٣) ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٥٤ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٣٣ ، والعبر ٥ / ١٢٥ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٥٩ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ رقم ٤٩٣ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٨٦ ، وشذرات الذهب ٥ / ١٤٥.
(٢) في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٨٥.
(٣) وقال ابن خلكان : ودفن بمدرسته الحنفية خارج باب أربعين ... وحضرت الصلاة عليه ودفنه.
(٤) انظر عن (طيّ المصري) في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٨٦ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٤١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٨٥ ، والدارس ٢ / ٢٠٥.