فتيممت فصليت. فذكرت للنبي صلىاللهعليهوسلم. فقال عليهالسلام : «يكفيك الوجه والكفان» فقال عمر : اتق الله يا عمار. فقال : إن شئت لم أحدث به.
وجه الاستدلال به : أن عمر لما قال لعمار. اتق الله. دل على أنه اتهمه في هذه الرواية. ولما قال عمار : إن شئت لم أحدث به ، فقد قويت التهمة. لأن عمارا إن كان صادقا في تلك الرواية ، فكيف يجوز له إخفاء الدين ، بسبب كراهية عمر لذلك ، وإن كان كاذبا فقد قويت التهمة.
وثامنها : نقل أن عائشة قالت : اخبروا زيد بن أرقم ، أنه أحبط جهاده مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسبب مسلة العينة.
وتاسعها : أن ابن عباس ، لما قال : إن رسول الله عليهالسلام ، رأى ربه ليلة المعراج. قالت عائشة : وقف شعري مما سمعت. من قال : إن محمدا رأى ربه ، فقد أعظم الفرية على الله. وهذا الكلام منها : طعن عظيم في ابن عباس.
وعاشرها : ما روى أن ابن عباس لم يقبل خبر أبي سعيد في ربا الفضل. وتمسك بما رواه عن أسامة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا ربا إلا في النسيئة».
وفي الجملة : فهذا القدر القليل يرشدك إلى وجدان أمثال هذه المطاعن في كتب التواريخ. وإذا ثبت هذا ، فنقول : هذا يوجب تطرق الطعن إليهم. لأن الطاعن ، إن صدق فقد صار المطعون فيه مجروحا ، وإن كذب فقد صار الطاعن مجروحا. وكيف كان فالجرح لازم.
الوجه الثالث في تقرير هذا الطعن : إن كثيرا من الصحابة طعنوا في أبي هريرة. وبيانه من وجوه :
أحدها : إن أبا هريرة روى أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من أصبح جنبا فلا صوم له» فرجعوا في هذه المسألة إلى عائشة ، وأم سلمة. فقالتا : كان النبي عليهالسلام يصبح جنبا ، ثم يصوم. فذكروا ذلك لأبي هريرة. فقال : هما