أعلم بذلك. أنبأني بهذا الخبر : الفضل بن عباس. واتفق أنه كان ميتا في ذلك الوقت.
وثانيها : أنه لما روى قوله عليهالسلام : «إذا استيقظ أحدكم فلا يغمسن يده في الإناء ، حتى يغسلها ثلاثا» قال ابن عباس كالمنكر لقوله : فما تصنع بمهر أستا؟
وثالثها : ما روي أن عمر رضي الله عنه منع أبا هريرة عن الرواية ، وعلاه بالدرة. فنقول : أبو هريرة إن كان صادقا في تلك الروايات ، صار عمر مطعونا فيه ، بسبب ذلك المنع ، وإن كان متهما فقد صار أبو هريرة مطعونا فيه.
ورابعها : إن أبا هريرة ، كان يقول : «حدثني خليلي أبو القاسم» فمنعه علي بن أبي طالب. وقال : متى كان خليلا لك؟.
وخامسها : إن البراء بن عازب ، طعن في أبي هريرة. وقال : سمعنا كما سمعوا. لكنهم حدثوا بما لم يسمعوا.
وسادسها : إن الأفاضل الذين صحبوا من أول المبعث إلى آخر الوفاة ، ما حدثوا إلا قليلا. كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ـ رضي الله عنهم ـ مع كثرة علومهم وقوة خواطرهم ، وشدة ملازمتهم لحضرة النبي صلىاللهعليهوسلم وجد النبي في إرشادهم وتعليمهم. وأما أبو هريرة فإنه لم يصل الى خدمة النبي صلىاللهعليهوسلم إلا مدة قليلة. وهو في نفسه ، ما كان زائدا في الذكاء والفطنة على أبي بكر وعلي.
ثم إنه روى ألفي خبر ، وأكثر. وهو نصف الصحاح. وهذا يدل على الطعن الشديد. لأنه لو قدر في تلك المدة القليلة على تحصيل هذه العلوم الكثيرة ، مع أن أبا بكر وعليا ، ما قدرا على عشر تحصيل تلك العلوم ، في المدة الطويلة ، لوجب القطع بأن أبا هريرة ، كان أفضل منهما ، وأكثر علما منهما. ومعلوم أن ذلك باطل.
ولا يقال : إن سائر الصحابة كانوا مشغولين بالتجارات ، وطلب الدنيا ، وأن أبا هريرة كان ملازما للنبي صلىاللهعليهوسلم.