ثم ذكر طريقا ثانيا : وروى هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي زرعة عن أبي هريرة ، أن رسول الله عليهالسلام ، قال : «سلوني» فهابوا أن يسألوه. فجاء رجل ، فجلس عند ركبته. وقال يا رسول الله : ما الإسلام؟ قال : لا تشرك بالله شيئا. وزاد في الإيمان : هذا جبريل.
ثم طريقا ثالثا : عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وفيه من الزيادات في ذكر الاسلام: قال : أن تصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. وقال : الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والقدر كله خيره وشره. وقال في آخره : ذلك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
ثم ذكر طريقا رابعا : بإسناده عن يحيى بن يعمر ، قال : كان أول من تكلم في القدر: معبد الجهني بالبصرة. فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجا ، فلما قدمنا المدينة إذا نحن بعبد الله بن عمر. وذكر الحديث إلى : حدثني عمر بن الخطاب قال : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاءه شاب شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب. لا نرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد. فجلس إلى رسول الله ، فألصق ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. ثم قال : يا محمد. ما الإيمان؟ فذكر الحديث مع هذه الزيادات.
ثم ذكر طريقا خامسا : وفيه من الزيادات : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتحج البيت وتعتمر وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان. قال : فإن فعلت هذا ، فأنا مسلم؟ قال : نعم. وقال : الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد الموت. وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال : فإذا فعلت ، فأنا مؤمن؟ قال : نعم. وقال : هل تدرون من هذا؟ هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. فخذوا عنه. والذي نفسي بيده : ما شبه عليّ منذ أتاني قبل مرتي هذه ، وما عرفته حتى ولى
وأقول : هذه طرق خمسة ذكرها الشيخ أبو بكر الجوزقي. ورأيت في سائر الكتب اختلافات كثيرة ، أزيد من هذا. إلا أني اكتفيت بما ذكره هذا