النوع الثالث عشر للقوم
التمسك بقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً. أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (١) ووجه الاستدلال به : أن هذه القبائح والفواحش. إما أن يكون فاعلها هو الله تعالى [أو العبد. فإن كان فاعلها هو الله تعالى (٢)] كان العبد بريئا عن فعلها وتحصيلها. ثم إن الله تعالى نسبها إلى العبد ، لأنه وصف العبد بكونه سارقا زانيا كافرا. فلزم أن يكون تعالى قد رمى العبد بهذه الأمور مع [أنه يعلم (٣)] أنه بريء عنها. فيلزم أن يقال : إنه تعالى احتمل بهتانا وإثما مبينا. ومعلوم : أن كل من قال بذلك فهو كافر. وأما إن كان فاعل هذه القبائح والفواحش هو العبد ، كان الله بريئا عن فعلها. فالمجبرة اللذين رموا إله العالم بفعل هذه القبائح مع أنه تعالى بريء عنها ، وجب أن يدخلوا تحت قوله تعالى : (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
والجواب : إن هذه الأمور أفعال للعباد من حيث إنه إنما حصلت عن قدرتهم ودواعيهم ، وأفعال الله تعالى من حيث إنها موجبة عن فعل الله تعالى ، وهو مجموع القدرة مع الداعي ، وحينئذ يسقط هذا السؤال عنها.
__________________
(١) سورة النساء ، آية : ١١٢.
(٢) من (ل).
(٣) من (م ، ل).