النوع الثامن عشر للقوم
قالوا : إله العالم شهد بأن هذه الأفعال صدرت عن العباد والأنبياء اعترفوا به ، والمؤمنون أقروا به ، وإبليس اللعين اعترف به. فمن أنكر ذلك فقد خالف [كل (١)] هؤلاء. أما بيان أن الله تعالى شهد به ، ففي آيات :
أ ـ (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) (٢) وهذا تصريح بأن ذلك الإضلال من السامري ، ولو كان خالق الضلال هو الله تعالى لكانت إضافة الإضلال إلى السامري كذبا. ولا يقال : قراءة بعضهم : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) (٣) أي : أشدهم ضلالا هو السامري. لأنا نقول : القراءة التي تمسكنا بها حقة صحيحة بالاتفاق وهي تدل على قولنا. فقد حصل المقصود. وأما القراءة التي ذكرتم فإنها لا تنافي ما ذكرناه لأن كون السامري ضالا ، لا ينافي كونه مضلا.
__________________
(١) سقط (م).
(٢) سورة طه ، آية : ٨٥ وفي تفسير مجمع البيان : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) أي دعاهم إلى الضلال فقبلوا منه ، وضلوا عند دعائه. فأضاف الضلال إلى السامري والفتنة إلى نفسه. ليدل سبحانه على أن الفتنة غير الضلال. وقيل : إن معنى (فَتَنَّا قَوْمَكَ) عاملناهم معاملة المختبر المبتلي ليظهر لغيرنا المخلص منهم من المنافق ، فيوالي المخلص ويعادي المنافق».
(٣) في تفسير الكشاف : «قرئ» (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) أي هو أشد ضلالا ، لأنه ضال مضل ، وهو منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها السامرة. وقيل : السامرة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم».