النوع العشرون للقوم
لو أن الله تعالى خلق الكفر في الكافر ، وخلقه للنار. ما كان لله نعمة أصلا.
وهذا باطل فذاك باطل. بيان الملازمة :
إن النعم (١) إما دينية أو دنيوية. ولا شك أن النعم الدينية أفضل وأكمل من النعم الدنيوية. فلو قدرنا أن خالق الكفر هو الله تعالى ، لم يكن له تعالى في خلق الكافر شيء من النعم الدينية. وأما النعم الدنيوية فهي أيضا على هذا التقدير ، يجب أن تكون معدومة. لأن منافع الإنسان في الدنيا ومضاره فيها ، إذا تقابلا كانت منافعه بالنسبة إلى مضاره كالقطرة في البحر ، ثم إذا قوبل عمر الإنسان بالأبد الذي لا نهاية له ، كان عمره بالنسبة إلى ذلك الأبد كالعدم. وإذا كان كذلك ، فلو خلق الله الكفر في الكافر وعذبه عليه أبد الآباد ، كانت المنافع الحاصلة في الدنيا بالنسبة إلى هذه المضار كالقطرة بالنسبة إلى البحار التي لا نهاية لها. ومعلوم : أن مثل هذا لا يعد نعمة ولا منفعة. ألا ترى أن تقديم الخبيص (٢) المسموم إلى الإنسان ، لا يعد نعمة. لأن اللذة الحاصلة منه قليلة
__________________
(١) النعيم (م).
(٢) الخبيص.
طبق خليجي مشهور ، يعد في كثير من الدول العربية تحت اسماء أخرى. في العراق يدعى حلاوة الطحين. اقتصادي سهل التحضير ، يفضل تقديمه حارا مع القهوة الخليجية في حفلات الشاي والزيارات والرحلات.