الحجة السابعة : ما روى أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : جاءت فاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وطلبت منه خادما. فقال لها : «قولي اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، فالق الحب والنوى ، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها» وجه الاستدلال : قوله : «أعوذ بك من شر كل دابة» [يدل على أن الشر ليس من الله ، ومن قال بغير ذلك (١)] فإنه باطل.
الحجة الثامنة : روى ابن مسعود أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قال العبد عند ما يصيبه هم أو حزن : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك. ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضائك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، وأنزلته في كتابك ، وعلمته أحدا من خلقك ، واستأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور بصري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي : أذهب الله همه ، وأبدل مكان حزنه فرحا» ووجه الاستدلال به : أن قوله : «عدل في قضاؤك» يدل على أن لا جور في قضائك.
ولا يقال : إن كل ما يفعله الله تعالى بعبده فهو عدل ، لأنه يتصرف في ملك نفسه. لأنا نقول : فعلى هذا التقدير يمنع أن يكون له ظلم على العبد ، فوجب أن لا يتمدح بذلك. لأن من لم يقدر على الظلم فلم يظلم ، لم يكن ذلك قدحا في حقه.
ولقائل أن يقول : يشكل هذا بقوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) (٢) فإن هذا في معرض المدح ، مع أن إيجاد الولد له ممتنع في نفسه.
الحجة التاسعة : روى أبو عمر (٣) قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول
__________________
(١) زيادة.
(٢) سورة مريم ، آية : ٣٥.
(٣) يقول المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام : «فإن ملكوت السموات يشبه رجلا ، رب بيت ، خرج مع الصبح ، ليستأجر فعلة لكرمه. فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم ، وأرسلهم إلى ـ