وهو قائم على المنبر : «إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أعطي أهل التوراة التوراة ، فعملوا بها حتى إذا انتصف النهار عجزوا عنها. فأعطوا قيراطا قيراط. وأعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به ، حتى إذا بلغوا صلاة العصر ، عجزوا. فأعطوا قيراطا [قيراطا (١)] وأعطيتم القرآن فعلمتم به ، حتى إذا غربت الشمس أعطيتم قيراطين [قيراطين (٢)] قال أهل التوراة والإنجيل : ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر جزاء. فقال : الله : هل ظلمتكم من أجركم شيئا؟» فقالوا : لا. فقال : فضلي أوتيته من أشاء» ووجه الاستدلال به : أنه لا يصح استحقاق الأجر والثواب على ما يخلقه الله فينا كألواننا وصورنا [وحيث (٣)] أثبت الله الأجر ظهر أن أفعالنا ليست بخلق الله.
الحجة العاشرة : قوله عليه الصلاة والسلام : «نية المرء خير من عمله» وهذا تصريح بإثبات العمل للعبد.
الحجة الحادية عشر : قوله صلىاللهعليهوسلم ـ حكاية عن رب العزة : «كذبني ابن
__________________
ـ كرمه. ثم خرج نحو الساعة الثالثة ، ورأى آخرين قياما في السوق بطالين. فقال لهم : اذهبوا أنتم أيضا إلى الكرم ، فأعطيكم ما يحق لكم. فمضوا. وخرج أيضا نحو الساعة السادسة والتاسعة ، وفعل كذلك. ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج ووجد آخرين قياما بطالين. فقال لهم : لما ذا وقفتم هاهنا كل النهار بطالين؟ قالوا له : لأنه لم يستأجرنا أحد. قال لهم : اذهبوا أنتم أيضا إلى الكرم ، فتأخذوا ما يحق لكم. فلما كان المساء. قال صاحب الكرم لوكيله : ادع الفعلة وأعطهم الأجرة مبتدئا من الآخرين إلى الأولين. فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة وأخذوا دينارا دينارا. فلما جاء الأولون ظنوا أنهم يأخذون أكثر. فأخذوا هم أيضا دينارا دينارا وفيما هم يأخذون ، تذمروا على رب البيت ، قائلين : هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة وقد ساويتهم بنا. نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر. فأجاب وقال لواحد منهم : يا صاحب ما ظلمتك. أما اتفقت معي على دينار. فخذ الذي لك واذهب. فإني أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك ، أو ما يحل لي أن أفعل ما أريد بما لي. أم عينك شريرة ، لأني أنا صالح؟ هكذا يكون الآخرون أولين ، والأولون آخرين. لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون» [متى ٢٠ : ١ ـ ١٦]
(١) من (ط ، ل).
(٢) من (ط ، ل).
(٣) زيادة.