آدم. ولم يكن له ذلك. وشتمني ابن آدم. ولم يكن له ذلك. أما تكذيبه إياي فهو قوله : أني يعيدني كما بدأني؟ وأما شتمه إياي فهو أن يقول : اتخذ الله ولدا ، وأنا الصمد ، الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد» ووجه الاستدلال : أنه تعالى لو كان هو الذي خلق هذه الأحوال في ابن آدم ، فكيف يجوز أن يحكى ذلك عنه في معرض الشكاية.
الحجة الثانية عشر : الخبر المشهور المروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «خلق الله [يوم خلق (١)] السموات والأرض مائة رحمة ، فجعل في الأرض منها رحمة واحدة ، فبها تعطف الوالدة على ولدها ، والوحوش بعضها بعضا ، وأخر تسعة وتسعين في يوم القيامة. فإذا كان يوم القيامة أكمل الله لها هذه الرحمة» ووجه الاستدلال بهذا الخبر : أن من كانت رحمته هكذا ، فكيف يليق به أن يخلق الإنسان في الدنيا فقيرا مريضا أعمى زمنا ، ثم يخلق فيه الكفر ، ويخرجه من الدنيا إلى أطباق النيران أبد الآباد ، بسبب كفره الذي خلقه فيه ، وألجأه إليه. وجعل من كل ألف من بني آدم تسعمائة [وتسعة (٢)] وتسعين كفارا من أهل النار؟ فكيف تليق هذه القسوة بهذه الرحمة؟.
الحجة الثالثة عشر : قوله صلىاللهعليهوسلم : «كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه وينصرانه» وهذا تصريح بإضافة الفعل إلى الأبوين لا إلى الله تعالى.
الحجة الرابعة عشر : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : «لما خلق الله الخلق كتب كتابه على نفسه. فهو موضوع عنده على العرش : إن رحمتي تغلب غضبي» والاستدلال به : إن الكفار والفساق أكثر من أهل الثواب ، فلو كان الكفر والفسق إنما يحصلان بخلق الله ، لكانت رحمته مقلوبة وغضبه غالبا ، وذلك يناقض ظاهر الحديث.
الحجة الخامسة عشر : ما رواه أبو ذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فيما يرويه عن ربه عزوجل ـ «إني حرمت الظلم على نفسي ، وحرمته على عبادي
__________________
(١) من (ط ، ل).
(٢) من (ط ، ل).