كان للوصف مفهوم كان قوله اكرم رجلا معارضا مع مفهوم قوله اكرم رجلا عالما والظاهر انه لم يكن التعارض بين الكلامين فعلم من هذا عدم المفهوم للوصف قد ذكر القائلون بالمفهوم ادلة متعددة لاثبات المفهوم. الاول التبادر أى يثبت بالتبادر المفهوم للوصف. الثانى انه اذا لم يكن للوصف مفهوم لزم لغويته الثالث ان التقييد الحكم بالوصف مشعر بالعلية.
فاجاب صاحب الكفاية عن هذه الادلة فاجاب عن الاول انه لم يتبادر المفهوم في مقام الوصف فلا يثبت الوضع والجواب عن الثانى انه اذا قلنا بعدم المفهوم فلم يلزم اللغوية لعدم انحصار فائدة الوصف في المفهوم والجواب عن الثالث ان هذا الاشعار وان كان مسلما الا انه ما لم يصل الى حد ظهور لا ينفع في الدلالة على المفهوم.
قوله ولا ينافى ذلك ما قيل من ان الاصل في القيد ان يكون احترازيا الخ.
أى استدل بعض لاثبات المفهوم بان الاصل في القيود ان تكون احترازيا والجواب عنه ان هذا مسلم ولكن معنى الاحتراز هو تضييق دائرة الموضوع واخراج ماعد القيد عن شمول شخص الحكم له وليس هذا من المفهوم في الشيء لان اثبات الحكم لموضوع لا ينفى ثبوت سنخ الحكم لما عداه.
الحاصل ان كون القيد احترازيا لا يوجب الا تقييد دائرة الموضوع مثل ما اذا كان تضييق دائرة الموضوع بلفظ فلا فرق بين قوله جئنى بانسان أو بحيوان ناطق والظاهر ان الانسان مضيق