شكر المنعم واجب.
واعلم انّ الداعى الى الفعل اما يكون الغرض وآما ان يكون الفائدة بعبارة اخرى اما يترتب على الفعل الغرض واما يترتب عليه الفائدة والفرق بينهما ان الغرض ما يكون داعيا الى الفعل بعبارة اخرى انّ الغرض ما يكون علة لايجاد الفعل واما الفائدة فلا تكون داعية وعلة لايجاد الفعل بل الفائدة تثبت بعد الفعل اشكل الشيخ بانّ الفائدة مترتبة على الفعل فالفائدة واجبة فيجب الفعل لاجلها اذا كان الامر كذلك يكون كل الواجب واجبا غيريا فلا يكون عندنا الواجب النفسى فاجاب المصنف بنحو ان قلت حاصل الجواب انّ الفائدة لا تكون واجبة فظهر الفرق بين الفائدة والغرض وثبت ان الغرض ما يكون داعيا وعلة الى الفعل وذكر هنا من باب الكلام يجر الكلام انّ فعل الله تعالى لا يكون معللا بالاغراض وان لم يكن فعله خاليا عن الفائدة والدليل على هذا انه لو كان فعل الله معللا بالاغراض لكان هذا الغرض علة غائية لهذا الفعل مع ان العلة للفعل هو الله تعالى فان كان فعله تعالى معللا بالاغراض يكون الغرض علة لايجاد الفعل فيجعل هذا الغرض شريكا لله تعالى فى ايجاد الفعل اي يوجد الفعل بالعلتين احديهما الله تعالى وثانيتهما الغرض.
واعلم انّ الفرق بين الفائدة والغرض ذكر هنا لتوضيح دفع الاشكال عن الواجب النفسى حاصل الدفع انّ الواجب النفسي يكون لاجل الفائدة التى تترتب عليه ولا يكون طلب الواجب لاجل التوصل الى الغير لان وجود الفائدة انما يكون بعد وجود الفعل.