موجب للغرابة مع ان الواسطتين من الجهات التعليلية الموجبة لكون الانتساب حقيقيا بنحو لا يصح سلبه الذي هو ملاك العرض الذاتي كما لا يخفى.
تمايز العلوم
ذكروا ان تمايز العلوم بحسب تمايز الموضوعات فان علم الفقه يمتاز عن علم الاصول بموضوعه فان موضوع الفقه فعل المكلف وموضوع علم الاصول هو الادلة كما انهما غير علم النحو لتغاير موضوعه عنهما وقد اشكل عليهم باتحاد موضوع علم النحو مع علم الصرف وعلم البلاغة فان الموضوع في كل منهما هو الكلمة فيلزم تداخل العلوم بعضها مع بعض واجيب عنه بان تمايز الموضوعات بالحيثيات فان الكلمة أخذت موضوعا لعلم النحو من حيث الاعراب والبناء وفي الصرف من حيث الصحة والاعلال وفي المعاني والبيان من حيث الفصاحة والبلاغة (١).
__________________
(١) ذكر بعض الاساطين من مشايخنا (قدسسره) بما حاصله أخذ الحيثية فى موضوعية الموضوع وبها يكون التمايز بيان ذلك يظهر بعد ذكر امور الاول ان الحيثية اما تقييدية وأما تعليلية وثالثة حيثية تكون عنوانا للموضوع كما يقال الماهية من حيث هي ليست إلا هى والمراد بها في المقام هي الحيثية التقييدية بمعنى انها داخلة بالمقيد بها بنحو توجب له استعدادا وقابلية لان يحمل عليه العرض مثلا الكلمة من حيث الاعراب والبناء معرب ومبني والكلمة من حيث الصحة والاعلال صحيحة ومعتلة والكلمة من حيث الفصاحة والبلاغة فصيحة وبليغة لا بمعنى أخذها في ناحية الموضوع وإلّا فلا معنى للحمل للزوم حمل الشيء على نفسه الثاني ان انضمام الحيثيات توجب تكثر الموضوع وتعدده بعد ما كان امرا واحدا كالكلمة فانها عنوان وحداني ولكن تتعد باعتبار انضمام الحيثيات فالكلمة من حيث الاعراب والبناء التي هي موضوع علم النحو غير الكلمة من حيث الصحة