كثيرة ولما وقف المترجم على الشرح مدح الشارح بقطعة شعرية وإنما سميت بـ « المجنّسة » لماورد من الجناس اللفظي في كل مزدوج من أبياتها. وفي كتاب المزار من ( فلك النجاة ) للعلامة الشهير السيد مهدي القزويني الحلي في بيان قبور علماء الحلة كالمحقق والشيخ ورام وآل نما وآل طاووس وعدّ منها قبر « الشافيني » من غير هاء ـ ومن هنا يغلب على ظني بل يترجح لديّ أنه منسوب الى ( شيفيا ) أو ( شافيا ) وهي قرية على سبعة فراسخ من واسط ذكرها ياقوت في معجمه وذكر أسماء جماعة من أهلها والنسبة اليها « الشيفياني » أو الشافياني وانما حرفت من الرواة والنساخ الى شافيني وشفهيني وما شاكل ذلك. فلا يبعد أن يكون أصل المترجم منها.
وبعد ابتداء الخراب في واسط وما جاورها من القرى والضواحي على أثر سقوط الدولة العباسية وغارات التتار على البلاد هاجر المترجم الى الحلة لكونها في ذلك العهد دار الهجرة ومحط رِحال العلماء والأدباء :
حنينه الى وطنه :
ويؤكد ما رجحناه من عدم كونه ( حليا ) بالاصل حنينه في شعره الى بلد كان قد نشأ فيه واستوطنه قبل الحلة فتراه دائماً يتذمر من غربته في قصائده التي قالها في الحلة ويبكي لنأي أحبابه ويندب فيها عصر شبابه ومن ذلك قوله :
أبكي اشتياقاً
كلما ذُكروا |
|
وأخو الغرام
يهيجه الذكر |
ورجوتهم في
منتهى أجلي |
|
خلفاً فاخلف ظني
الدهر |
وأنا الغريب
الدار في وطني |
|
وعلى اغترابي
ينقضي العمر |
وقوله أيضا من قصيدة ( حسينية )
وقد كنتُ أبكي
والديار أنيسةٌ |
|
وما ظعنت
للظاعنين قفولُ |