مع أولويته بالاختصار ان كان وحدة الغرض أو تعدده يتبع نظر العرف فالعرف يرى الغرضين المذكورين اثنين ، وان كان المتبع وجود جامع غرضي بين الغرضين وعدمه فجميع أغراض العلوم يجمعها غرض واحد وهو تحصيل الكمال النفسانيّ ، ولازمه كون جميع العلوم علما واحدا ، ومن هنا يظهر ان ما أورده على القول بكون التمايز بالموضوعات مقلوب على نفسه. مبحث الوضع
قوله : الوضع هو نحو اختصاص :
لا ريب ان انفهام المعنى من اللفظ أعني المعنى الخاصّ من اللفظ الخاصّ بحسب أي لغة من اللغات ثم دوام ذلك واستمراره بعدم التخلف والاختلاف يكشف عن نسبة بينهما وارتباط لأحدهما بالآخر أو لا ، وعن كون هذه النسبة ثابتة غير متغيرة ثانيا ، لكن النسبة الثابتة بينهما بحسب لغة وعند قوم مغفول عنها أو مجهول بحسب لغة أخرى وعند قوم آخر ولو كانت نسبة خارجية حقيقية لم يختلف في إثباته ونفيه الإفهام على ما هو الشأن في الأمور الخارجية الحقيقية ، فاذن النسبة الثابتة بين اللفظ والمعنى الاعتبارية غير حقيقية هذا.
ثم انا إذا تأملنا في حال الإنسان بل كثيرا من الأنواع الحيوانية وجدنا مسألة تفهيم ما في الضمير من الضروريات التي تمسها الحاجة الأولية من حيث الاجتماع والتقارن الّذي بينهم فهو من الاعتبارات العامة الأولية يتلو اعتبار الاجتماع والّذي يقضى به التأمل المجرد في حال