مطلقا ولو لم يكن مثل الناطق بفصل حقيقي ضرورة بطلان أخذ الشيء في لازمه وخاصته فتأمل جيداً. ثم إنه يمكن أن يستدل على البساطة بضرورة عدم تكرار الموصوف في مثل : زيد كاتب ، ولزومه من التركب وأخذ الشيء مصداقا أو مفهوما في مفهومه (إرشاد) لا يخفى أن معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته إدراكا وتصوراً بحيث لا يتصور عند تصوره إلا شيء واحد لا شيئان وان انحل بتعمل من العقل إلى شيئين كانحلال مفهوم الشجر أو الحجر إلى شيء له الحجرية أو الشجرية مع وضوح بساطة مفهومهما (وبالجملة) : لا تنثلم بالانحلال إلى الاثنينية بالتعمل العقلي وحدة المعنى وبساطة المفهوم كما لا يخفى ، وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل الفارقين بين المحدود والحد مع ما هما عليه من الاتحاد ذاتا فالعقل بالتعمل يحلل النوع ويفصله إلى جنس وفصل بعد ما كان أمراً واحداً إدراكا وشيئاً فارداً تصوراً فالتحليل يوجب فتق ما هو عليه من الجمع والرتق.
______________________________________________________
(١) مفهوم الشيء كمفهوم لفظ المفهوم حاك عن معنى يصدق على الكلي بعين صدقه على الجزئي ويحمل على كل منهما بالحمل الشائع فيقال : زيد شيء والإنسان شيء والحيوان شيء ... وهكذا ، فجميع هذه الأشياء مصاديقه ، فإذا جعل كناية عن المصداق فالمصداق المكنى به عنه ، ان كان نفس الإنسان في قولنا : الإنسان ناطق ؛ لزم دخول النوع في مفهوم الفصل ، وان كان نفس الجنس لزم دخول الجنس في مفهوم الفصل ، وان كان نفس الفرد الخارجي لزم دخوله في مفهوم الفصل ... وهكذا ، ومن هنا يظهر الإشكال في صحة الانقلاب إلى الضرورية لجواز أن يراد من المصداق غير ذات الموضوع بل مفهوم لا يأبى الاتحاد مع الذات. فتأمل جيداً (٢) (قوله : بضرورة عدم تكرار) هذه الضرورة غير ظاهرة بعد ما اشتهر وارتكز في الأذهان : أن معنى المشتق ذات لها المبدأ (٣) (قوله : البساطة بحسب المفهوم) يعني ان البساطة (تارة) تكون بحسب المفهوم فيراد بها كون حضور المفهوم حضوراً لمعنى واحد في قبال المركب المفهوم