لما مرت الإشارة إليه ويأتي من أن قضية إطلاق اخبار الباب أن العبرة فيه بما يكون رفع اليد عنه مع الشك بنظر العرف نقضاً وان لم يكن بنقض بحسب الدقة ولذا لو انعكس الأمر ولم يكن نقض عرفا لم يكن الاستصحاب جارياً وإن كان هناك نقض عقلا ، ومما ذكرنا في المقام يظهر أيضا حال الاستصحاب في متعلقات الأحكام في الشبهات الحكمية والموضوعية فلا تغفل
______________________________________________________
الصبي يقتضي الحكم بشرعية عبادة الصبي ، وكذا الجمع بين أدلة التكاليف وأدلة نفي الحرج والضرر يقتضي صحة الوضوء الحرجي والضرري. فتأمل جيداً ، وقد تقدم في مبحث نسخ الوجوب ما له نفع في المقام فراجع (١) (قوله : ويأتي) يعني في الخاتمة (٢) (قوله : وان لم يكن بنقض) كما في مثل استصحاب الكرية بعد نقصه بأخذ مقدار منه وكما في استصحاب النجاسة بعد زوال تغيره من قبل نفسه (٣) (قوله : وان كان هناك) كما في مثل استصحاب الحمرة للجسم بعد العلم بارتفاع السواد (٤) (قوله : في الشبهات الحكمية) كما إذا شك في أن الواجب في الكفارة مد أو مدان فبإعطاء المد يشك في وجوب المد أيضا ، ولا يجوز استصحابه لأنه من هذا القسم الثالث (٥) (قوله : والموضوعية) كما لو شك في فوات فريضة الصبح مرة أو مرتين فبقضاء الصبح مرة يشك في وجوبها عليه ولا يجوز استصحابه لما ذكر بل يجري فيه وفي أمثاله استصحاب العدم في زمن التعيين بوجود المعلوم إلى ما بعده والله سبحانه أعلم
(تنبيه)
هذا كله لو كان الأثر الشرعي للكلي أما لو كان الأثر للفرد فان كان الشك في بقائه للشك في طول عمره وقصره جرى استصحابه بلا كلام ، وان كان لتردده بين فردين كما لو كان إنسان وكيلا لزيد ولعمرو على الإنفاق على عيالهما ثم علم بموت زيد وبحياة عمرو وقد حضره إنسان واجب النفقة على أحدهما فتردد بين أن يكون