والإمكان في كلام الشيخ الرئيس : كل ما قرع سمعك من الغرائب فذره في بقعة الإمكان ما لم يذدك عنه واضح البرهان ، بمعنى الاحتمال المقابل للقطع والإيقان ومن الواضح أن لا موطن له الا الوجدان فهو المرجع فيه بلا بينة وبرهان وكيف كان فما قيل أو يمكن أن يقال في بيان ما يلزم التعبد بغير العلم من المحال أو الباطل ولو لم يكن بمحال أمور (أحدها) اجتماع المثلين من إيجابين أو تحريمين
______________________________________________________
إليه الشيخ (ره) في انتقاده دليل المشهور من عدم إحاطة العقل بجميع الجهات المقبحة والمحسنة فكيف يصح أن يكون مورداً للنزاع إذ غاية النزاع في كل مسألة العلم بأحد محتملاتها فإذا فرض امتناع العلم من جهة امتناع إحاطة العقل بجميع الجهات امتنع النزاع كما لا يخفى ، ويشهد بما ذكرنا اكتفاء القائلين بالإمكان بعدم لزوم لازم باطل بحسب ما يجده العقل ، وليس ذلك لأصالة الإمكان التي أرادها الشيخ حسبما يظهر من عبارته بل لأن ذلك المقدار هو محل النزاع ولو لا ظاهر قوله : وهذا طريق ... إلخ لكان حمل كلامه على إرادة كون النزاع في الإمكان القياسي هو المتعين. هذا كله مبني على تسليم ما ذكره الشيخ (ره) من توقف القطع بعدم لزوم المحال على إحاطة العقل بجميع الجهات وهي غير حاصلة الّذي أمضاه المصنف (ره) اما على ما هو التحقيق من أن احتمال لزوم محال لا يحيط به العقل من الاحتمالات السوفسطائية التي لا تمنع من حصول القطع بعدمه فيمكن القطع بعدم لزوم المحال من مجرد القطع بعدم وجدان العقل لذلك ، فيمكن أن يكون النزاع في الإمكان الوقوعي ويكون استدلال المشهور في محله فلاحظ وتأمل (١) (قوله : والإمكان في كلام) هذا دفع توهم ان أصالة الإمكان مما يدعيه الشيخ الرئيس فان ظاهر عبارته انه يحكم بالإمكان حتى يقوم البرهان على الامتناع (٢) (قوله : بمعنى الاحتمال) هو خبر الإمكان الأول (٣) (قوله : ومن الواضح أن لا) يعني أن الإمكان الاحتمالي من الأمور الوجدانية نظير العلم لا يحتاج إثباته إلى إقامة البرهان بل يكفي فيه الرجوع إلى الوجدان (٤) (قوله : من المحال) المراد منه