وان لم يحدث بسببها إرادة أو كراهة في المبدأ الأعلى ، إلا أنه إذا أوحي بالحكم الشأني من قبل تلك المصلحة أو المفسدة إلى النبي صلىاللهعليهوآله أو ألهم به الولي فلا محالة ينقدح في نفسه الشريفة بسببها الإرادة أو الكراهة الموجبة للإنشاء بعثا أو زجرا بخلاف ما ليس هناك مصلحة أو مفسدة في المتعلق بل انما كانت في نفس إنشاء الأمر به طريقيا والآخر واقعي حقيقي عن مصلحة أو مفسدة في متعلقه موجبة لإرادته أو كراهته الموجبة لإنشائه بعثا أو زجراً في بعض المبادئ العالية وان لم يكن في المبدأ الأعلى إلّا العلم
______________________________________________________
فيهما بالإضافة إلى نفس النبي والولي ، فان الحكم الحقيقي لا بد ان يكون مقرونا بإرادة في نفس النبي أو الولي الموظف لتبليغ الأحكام أو إنشائها ولا كذلك الحكم الصوري (١) (قوله : وان لم يحدث بسببها) الضمير راجع إلى المصلحة أو المفسدة واعلم أنه ذهب كثير من المعتزلة إلى أن الإرادة والكراهة عبارة عن اعتقاد النّفع والضرر ، وهو ظاهر المحقق الطوسي (ره) حيث قال في التجريد : ومنها ـ أي من الكيفيات النفسانيّة ـ الإرادة والكراهة وهما نوعان من العلم. انتهى ، وحكي عن جماعة منهم أن الإرادة ميل يعقب اعتقاد النّفع والكراهة انقباض يعقب اعتقاد الضرر ، وحكي عن الأشاعرة انهما شيء آخر ، والظاهر ان مختار المصنف (ره) هو الأخير. نعم هناك خلاف آخر في إرادة الله سبحانه ، فمذهب الأشاعرة ـ كما قيل ـ انها مغايرة للعلم والقدرة وسائر الصفات ، وعن جماعة من رؤساء المعتزلة كأبي الحسين والنظام والجاحظ والبلخي والخوارزمي انها عبارة عن الداعي وهو العلم بالنفع وهو مختار المحقق الطوسي (ره) حيث قال ـ في بحث الصفات ـ : وتخصيص بعض الممكنات بالإيجاد في وقت يدل على إرادته وليست زائدة على الداعي وإلا لزم التسلسل أو تعدد القدماء ، انتهى. ومختار المصنف (ره) هو الأخير وهو الّذي أشار إليه في المقام بقوله : وان لم يحدث بسببها ... إلخ ، ولا يساعدنا المقام لتحقيق ذلك (٢) (قوله : والآخر واقعي حقيقي) هذا الكلام معطوف على قوله سابقا : أحدهما طريقي (٣) (قوله : في بعض المبادئ) يعني نفس