وإلّا فان كان لأجل احتمال وجود قرينة فلا خلاف في أن الأصل عدمها لكن الظاهر أنه معه يُبنى على المعنى الّذي لولاها كان اللفظ ظاهراً فيه ابتداءً لا أنهُ يبنى عليه بعد البناء على عدمها كما لا يخفى فافهم
______________________________________________________
الظاهر ، والشك من الجهة الرابعة قد تقدم البحث عن حكمه في الفصل المتقدم وبين فيه انه يبنى على إلغاء احتمال تعمد خلاف الظاهر بل يحكم بإرادة المتكلم للظاهر ، وهذا الفصل معقود لحكم الشك من الجهات الثلاث الباقية (١) (قوله : فان كان لأجل هذا تعرض لحكم الشك من الجهة الثالثة ، وحاصل ما ذكر : انه يبنى على عدم الاعتناء باحتمال وجود القرينة الصارفة فيحمل على المعنى الظاهر منه لو لا القرينة المحتملة (٢) (قوله : لكن الظاهر انه معه) يعني ربما يتوهم في المقام أن أصالة عدم القرينة متقدم بحسب الرتبة على أصالة الظهور حيث أن أصالة الظهور انما تجري في رتبة متأخرة عن ثبوت الظهور ، والظهور مع الشك في القرينة انما يحرز بواسطة أصالة عدم القرينة فتكون أصالة عدم القرينة متقدمة على أصالة الظهور بمرتبتين ، وهذا التوهم ساقط باعتقاد المصنف ـ رحمهالله ـ وان أصالة عدم القرينة ليس أصلا عقلائياً وظيفته إثبات الظهور بل هو راجع إلى أصالة الظهور إذ ليس للعقلاء بناء ان مترتبان كما توهم بل ليس لهم إلّا بناء واحد وهو حمل اللفظ على معناه سواء أحرز كونه ظاهراً أم شك في ذلك للشك في وجود القرينة الصارفة عنه ، وهذا منه على العكس مما يظهر من عبارة شيخه في رسائله من إرجاع أصالة الحقيقة وأصالة العموم وأصالة الإطلاق التي هي أنواع لأصالة الظهور إلى أصالة عدم القرينة ، لكن الظاهر أن ما ذكراه معا خلاف الارتكاز العقلائي إذ المرتكز في أذهان العقلاء ان لهم شكين مترتبين أحدهما الشك فيما هو ظاهر الكلام ، والثاني الشك في إرادة ذلك الظاهر والأصول الجارية عندهم أيضا مترتبة بعضها جار في الأول وهو أصالة عدم القرينة ، وبعضها جار في الثاني وهو أصالة الظهور بأنواعه المتنوعة حسب اختلاف المقامات من أصالة الحقيقة وأخواتها ، والتأمل في ترتب الشكين المذكورين مما يرتفع بمزيد التأمل وترتب الأصول تابع