الصلاة والسلام ، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، بخلافنا في هذا فإننا غير مؤاخذين بما سهونا فيه ، ولا بما قصدنا به وجه الله عزوجل فلم يصادف مراده تعالى ، بل نحن مأجورون على هذا الوجه أجرا واحدا.
وقد أخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن الله تعالى قرن بكل أحد شيطانا ، وأن الله تعالى أعانه على شيطانه فأسلم ، فلا يأمره إلا بخير ، وأما الملائكة فبراء من كل هذا ، لأنهم خلقوا من نور محض لا شوب فيه ، والنور خير كله لا كدر فيه.
حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجّاج ، عن عبد بن حميد ، عن عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خلقت الملائكة من نور وخلق الجانّ من مارج من نار ، وخلق آدم ممّا وصف لكم». (١).
قال أبو محمد : واحتجت الطائفة الأولى بآيات من القرآن ، وأخبار وردت ، ونحن إن شاء الله عزوجل نذكرها ، ونبين غلطهم فيها ، بالبراهين الواضحة الضرورية ، وبالله تعالى التوفيق.
الكلام في آدم عليهالسلام
قال أبو محمد : فمما احتجوا به قول الله عزوجل : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) [سورة طه آية رقم ١٢١].
وقوله تعالى : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) [سورة البقرة آية رقم ٣٥]. قالوا : فقربها آدم فكان من الظالمين. وقد عصى وغوى.
وقال تعالى : (فَتابَ عَلَيْهِ).
والمتاب لا يكون إلا من ذنب.
__________________
شريح بن مالك بن ربيعة الفهري ـ أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعنده صناديد قريش : عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة ، يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم ، فقال للنبي صلىاللهعليهوسلم : أقرئني وعلمني مما علّمك الله ، وكرر ذلك ، فكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه ، فنزلت هذه الآية. وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكرمه ويقول إذا رآه : «مرحبا بمن عاتبني فيه ربي» ويقول : «هل لك من حاجة؟» واستخلفه على المدينة مرتين. انظر تفسير الفخر الرازي (تفسير سورة عبس).
(١) رواه مسلم في الزهد (حديث ٦٠) وأحمد في المسند (٦ / ١٥٣).