إشفاقا عليهم إما من إصابة العين ، وإما من تعرض عدو مستريب بإجماعهم ، أو ببعض ما يخوفه عليهم ، وهو عليهالسلام معترف أن فعله ذلك وأمره إياهم بما أمرهم به من ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا يريده عزوجل بهم ولكن لما كانت طبيعة البشر جارية في يعقوب عليهالسلام ، وفي سائر الأنبياء عليهمالسلام ، كما قال تعالى حاكيا عن الرسل أنهم قالوا : (إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [سورة إبراهيم آية رقم ١١] حملهم ذلك على بعض النظر المخفف لجارحه النفس ، ونزاعها ، وتوقفها إلى سلامة من تحب ، وإن كان ذلك لا يغني شيئا كما كان عليهالسلام يحب الفأل الحسن ، فكان يكون على هذا معنى الشرك والشركاء أن يكون عوذة ، أو تميمة ، أو نحو هذا فكيف ولم تنزل الآية قط إلا في الكفار ، لا في آدم عليهالسلام؟؟؟.
الكلام في نوح عليهالسلام
قال أبو محمد : ذكروا قول الله عزوجل لنوح عليهالسلام ... (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) [سورة هود آية ٤٦].
قال أبو محمد : وهذا لا حجة لهم فيه لأن نوحا عليهالسلام تأول وعد الله تعالى أن يخلصه وأهله فظن أن ابنه من أهله على ظاهر القرابة ، وهذا لو فعله أحد لكان مأجورا ولم يسأل نوح عليهالسلام تخليص من أيقن أنه ليس من أهله فتفرع على ذلك ونهي عن أن يكون من الجاهلين ، فتندم عليهالسلام من ذلك ونزع ، وليس هاهنا عمد للمعصية البتة.
وبالله تعالى التوفيق.
الكلام في إبراهيم عليهالسلام
قال أبو محمد : ذكروا ما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أن إبراهيم عليهالسلام كذب ثلاث كذبات ، وأنه قال إذ نظر في النجوم (إِنِّي سَقِيمٌ) [سورة الصافّات آية رقم ٨٩].
وبقوله في الكواكب والشمس والقمر (هذا رَبِّي) [سورة الأنعام آية رقم ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٨].
وبقوله في سارة : هذه أختي.
وبقوله في الأصنام إذ كسرها (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) [سورة الأنبياء آية رقم]